الأربعاء، 3 ديسمبر 2014

مقدمة في تعديل اسلوك


 تعريف تعديل السلوك : 
قد يعتقد البعض أن تعريف تعديل السلوك أمر سهل، ولكن في الحقيقة غير ذلك، فقد تعد من القضايا الجدلية العنيفة وقد تعود هذه المشكلة إلى أسباب عدة منها: 
شعبية هذا الميدان وامتداده إلى العديد من الأوضاع التطبيقية حيث أصبح الكثير يستخدم مصطلح تعديل السلوك للإشارة إلى أجزاء تستخدم لتغير السلوك ، وهو ما يتداخل مع مصطلحات أخرى فالعقاقير مثلا تستخدم في تغيير سلوك الإنسان فهل يمثل شكلا من أشكال تعديل السلوك . 
من الخطأ استخدام مصطلح تعديل السلوك للإشارة إلى كل الأساليب التي يمكن استخدامها للتأثير في السلوك الإنساني فتعديل السلوك ليس مجرد تغيير في السلوك أو محاولة التأثير فيه ،كما يجب التميز بين التأثير في السلوك , وتعديل السلوك ) فالتأثير في السلوك يحدث عندما يفعل شخص ما أي شي من شانه ان يؤثر في سلوك شخص آخر وهو ما يحدث باستمرار في مواقف مختلفة مــــثــــل : 
التدريس , الإعلانات وتربية الأطفال , الحملات الانتخابية , التفاعلات الاجتماعية .
تعريف السلوك : 
يعرف ستولز ورفاقه: هو نوع خاص من أنواع التأثير في السلوك يشتمل على تطبيق المبادىء التي انبثقت عن البحوث العلمية في علم النفس التجريبي بهدف الحد من معاناة الإنسانية وتحسين الأداء الإنسان ،كما يركز على المتابعة المنظمة والتقييم الموضوعي المتكرر لفاعلية الإجراءات المستخدمة فأساليب تعديل السلوك عموما تهدف إلى تحسين الضبط الذاتي وتطويره من خلال تحسين مهارات الفرد وقدراته . 
وفي الحقيقة ليس هناك تعريف واحد لتعديل السلوك فقد يستخدمه بعض الباحثين للإشارة إلى تطبيق قوانين التعلم بشكل عام أو تطبيق الاشتراط الإجرائي والاشتراط الكلاسيكي . أو يستخدم بشكل آخر في تعديل الظروف البيئية والاجتماعية وإعادة تنظيمها بهدف تغيير السلوك وليس تغير عمليات نفسية داخلية، كما يستخدم في الإجراءات العلاجية المستمدة من نتائج البحوث النفسية أو ميدان يستخدم فيه فنيات معينة لتحقيق أهداف وفق منهجية معينة .
تعديل السلوك والعلاج السلوكي:
يجيب التمييز بين المصطلحين فيعرف تعديل السلوك على أنه مجموعة من الإجراءات التي تستخدم لتغيير السلوك في أي وضع كان أما العلاج السلوكي ) فهو يشير بالتحديد إلى الإجراءات التي تستخدم لمعالجة المشكلات السلوكية ومهما يكن أمره .
والأفضل في الاستخدام في ظل المناهج التربية مصطلح تعديل السلوك كما أصبح هذا المصطلح يستخدم للإشارة إلى نظريات التعلم ورغم تنوع تعريفات تعديل السلوك نتفق .
أن تعديل السلوك يتميز بالخصائص التالية : 
1.انه يركز على الحاضر وليس على الماضي 
2. يركز على تغير السلوك الظاهر 
3. يحدد العلاج بموضوعية وذلك من اجل تكراره 
4. كما يستند إلى البحوث الأساسية في علم النفس 
5.انه يتوخى الدقة في تعريف وقياس وعلاج السلوك 
المصطلحات والمفاهيم الأساسية : 
هناك عدة مصطلحات أساسية في ميدان تعديل السلوك:
السلوك : وهو الظاهرة التي يهتم بها علم السلوك الإنساني وليس هناك شك في أن تعريف السلوك له أثر بالغ على استراتيجيات القياس والعلاج ، ولكن يوجد اختلاف بين النظريات في تعريف السلوك ( فنظرية التحليل النفسي ) لا تهتم بالسلوك الظاهر لا نها تهتم بالسلوك الداخلي والصراعات والاضطرابات النفسية .
ويعرف السلوك بشكل عام على انه : كل الأفعال والأنشطة التي تصدر من الفرد ظاهرة أو غير ظاهرة.
كما يؤكد البعض على ضرورة مراعاة عملية التفاعل بين الفرد وبيئته كالسلوك الاجتماعي ) فالسلوك ليس ثابت ولكنه دائم متغير كما يتصف السلوك بعدد من الخصائص كالعمومية والشمولية ولهذا يتم تجزأة السلوك إلى مجموعة من الاستجابات .
السلوك الاستجابي او ما يسمى برد الفعل الانعكاسي : وهو ذلك السلوك الذي تتحكم فيه المثيرات التي تسبقه فبمجرد حدوث المثير يحدث السلوك ، ولهذا فان المثير يحفز الاستجابة ، فزجاجة الحليب تثير لعاب الطفل،والضوء يعمل على انقباض حدقة العين ولذلك السلوك الاستجابي اقرب إلى السلوك اللاإرادي 
مثل : سحب اليد من أمام النار 
السلوك الإجرائي : هو ذلك السلوك الذي يؤثر في البيئة فيحدث تغيرات فيها فالسلوك الإجرائي محكوم بنتائجه فغالبا ما تكون نتائج السلوك هي ما تقوى تكراره وهو اقرب إلى السلوك الإرادي إذا يبدو انه تلقائي الحدوث بمعنى انه ليس نتيجة مثيرات سابقة فالمغني يعيد المقطع الغنائي عندما يصفق الجماهير ،ولهذا فالسلوك الإجرائي يحدث تغير بالبيئة ومعظم دراسات السلوك الإجرائي تهتم بدراسة العلاقة بين السلوك والمثيرات القبلية والبعدية وهي ما تعرف بشروط التعزيز .
البيئة : وهي تشير إلى مجموعة الظروف الحقيقية التي يعيش فيها الفرد وتؤثر فيه فعلاقة الإنسان مع البيئة علاقة تبادلية فالهدف الرئيسي من العلم هو اكتشاف العلاقة بين البيئة والسلوك فحين يجزأ السلوك إلى استجابات فان البيئة تجزا إلى مثيرات، وبذلك فلفظ المثير يشير إلى حدث أو ظروف أو تغير محدد في البيئة كالصوت ،الضوء ,، والمثيرات متنوعة منها (المثيرات الخارجية والمثيرات الداخلية )والمثيرات البيئية أما أن تحدث قبل السلوك وتسمى (مثيرات قبلية(وإذا ارتبطت بمثيرات أجابية تسمى ( مثيرات تمييزية )وهي المثيرات التي يتم مكافأة السلوك بوجودها والمثيرات البيئية إذا حدث بعد السلوك تسمى (مثيرات بعدية ،فإذا عملت المثيرات البعدية على تقوية سلوكيات تسمى ( مثيرات معززة(وإذا ساعدت على إضعاف السلوك تسمى (مثيرات معاقبة .
 

وفيما يلي قائمة ببعض المشكلات السلوكية المقترحة التي من الممكن البدء في وضع الخطة لتعديلها ويعاني منها بعض أولياء الأمور :   
-   يخجل , يلعب بالسكين  , يلعب بالنار , ينقاد بسهولة مع الآخرين , يبكى , الفوبيا بكل أنواعها , تصيبه الكوابيس ليلا  , يكثر من النوم , تشتت الانتباه  , فوضوي  , النشاط الزائد  ,  يرمى الأشياء , يبصق ,  يعض يضرب ويعتدي على الآخرين , يرتمي على الأرض , يكذب  ,  يحطم الأشياء و الأثاث , يسرق  , مص الأصابع , قضم الأظافر .
وهنا أقول لكل ولي أمر لكل تربوي إن السلوك الإنساني قابل للتعديل مهما كانت خطورته أو شدته ولكن يجب إتباع الخطوات العلمية المدروسة لذلك . وبالله التوفيق .
وجدير بالذكر أن الدكتور جمال الخطيب في كتابه ( تعديل السلوك الإنساني) أشار إلى الخطوات الأساسية في عملية تعديل السلوك وهي كما يلي  :
1 - تحديد السلوك المستهدف : وذلك بحسب مدى خطورته وتكراره وشدته وتأثيره سلبيا على الطفل, مع الأخذ بالاعتبار المعيار الاجتماعي . 
2 - تعريف السلوك المستهدف : وهنا لا بد من تعريف تعريفا إجرائيا وموضوعيا ودقيقا يمكننا من قياسه بطرق القياس المختلفة .
3 - قياس السلوك المستهدف : وذلك من خلال طرق القياس المختلفة مثل المقابلة والملاحظة وذلك بهدف معرفة مدى شدة وتكرار السلوك لدى الحالة , والمدى الزمني لتكرار السلوك بهدف وضع الخطة المناسبة للعلاج .
4 - التحليل الوظيفي للسلوك : وذلك بهدف معرفة المثيرات القبلية والمثيرات البعدية التي تؤثر في السلوك الغير مرغوب فيه ودرجة قوته أ, تكراره .
5 - تصميم خطة العلاج : وذلك بناء على الخطوات السابقة , وهنا لا ننس أهمية التعزيز سواء كان( سلبي أو إيجابي)  (أولى أو ثانوي )(طبيعي أو صناعي ) .
6 - تنفيذ خطة العلاج: وع الأخذ بالاعتبار أن تكون مرنة  وأيضا أن يكون القياس عملية مستمرة للسلوك بهدف معرفة مدي تقدم خطة العلاج .
7 - تقييم فعالية العلاج : بعد الاطلاع على الرسم البياني الخاص بقياس السلوك المستهدف قبل فترة العلاج وبعدها .
8 - تلخيص النتائج وإيصالها إلى من يهمهم الأمر ( الخاتمة والتوصيات ) . 
ويجب الأخذ في الاعتبار أنه في أي خطة تعديل سلوك يجب أن نعتمد على الأهل وعلى مشاركتهم الفعالة , كما أنه في كثير من الأحيان يجب أن نقلل من إظهار اهتمامنا للطفل بتصرفه الشاذ طالما هذا التجاهل لا يعرض الطفل للخطر ونحاول أن نضع السلوك الايجابي مكانه ونحاول في هذه الحالة اللجوء إلى أسلوب الإطفاء الذي يجعل السلوك غير المرغوب فيه يضمحل تدريجيا بسبب إهمال الوالدين له . مثال على ذلك:
كأن يبدأ الطفل بالصراخ ويرمي الطعام على الأرض كلما وضعته أمه على الكرسي ليتناول طعامه وتذهب الأم للاهتمام بأعمالها المنزلية.. إن صراخ الطفل هو بهدف لفت انتباه الأم, فكانت الأم تعود فورا للجلوس بجانبه. في هذه الحالة يجب على الأم أن تتجاهل صراخ الطفل ويجب إلزامه بتنظيف الطاولة التي رمى الطعام عليها وجعل ذلك نتيجة لتصرف الطفل غير اللائق. وإذا تساءلنا ما هي الأسباب المباشرة: يخاف الطفل أن يُترك لوقت طويل للحصول على اهتمام أكبر. ما الذي خسره الطفل في هذا التصرف ؟ خسر غضب والدته منه وإهانته. بماذا استفاد الطفل؟ لفت انتباه والدته ــ تركت الأم أعمالها ــ وأخذا الطفل كل الاهتمام.
إن كان لدى الطفل مجموعة من السلوكيات الغير مرغوبة فلا يمكن تعديلها دفعة واحده بل ستكون مهمة مستحيلة لذلك علينا تقسيم السلوك إلى مراحل واختيار الأصعب أو الأخطر أو المهم في أو على أو إلى حياة الطفل المعوق وندرج مجموعة السلوكيات..
على سبيل المثال:
أن الطفل يلعب بالنار ــ أو يلعب بالسكين ــ أو يرمي نفسه من النافذة ــ الخ... نجعل من تعديل السلوك حلقه مترابطة ومتسلسلة ونبدأ بالأصعب أو الأخطر أو الأكثر حدوثا .
 وفي النهاية أود أن أقول أن السلوك الإنساني الغير مرغوب فيه قابل للتعديل بشرط اتباع الخطوات العلمية في تعديل السلوك , مع النية الصادقة في تغيير السلوك الغير مرغوب فيه والإصرار على العمل في الطريق الصحيح , وإتباع أساليب التعزيز اللازمة في ذلك .
https://drive.google.com/file/d/0BzKJltFghS7EcHZOQUF4RlNDczg/view?usp=sharing
و

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق